معركة الـ50 عالما تكشف حقيقة الخلاف بين المؤسسات الدينية
بدأت أولى ثمار قائمة الـ50 مفتيا تتوالى، وبدأت الخلافات بين المؤسسات الدينية والعلماء تدب، فمع إعلان الأزهر الشريف لقائمة مبدئية تضم 53 عالما من علماء الأزهر ودار الإفتاء، قابلت وزارة الأوقاف الأمر بقائمتين، الأولى للمرشحين للبرامج الدينية العامة والإفتاء، والثانية للمرشحين للبرامج الدينية العامة.
وبدلا من تحالف المؤسسات الدينية، واستصدار قائمة تضم علماء من المؤسسات الدينية الثلاث من الأزهر والإفتاء والأوقاف، لتكون معروفة لدى وسائل الإعلام، ومتوافق عليها من المجلس الأعلى للإعلام، تحول الأمر وأعدت كل مؤسسة قائمة محددة، وتبارت المؤسسات الدينية بالحصول على موافقات لقوائمها.
تدارك الأزهر الشريف، الأمر وأعلن عن أن إعداده لهذه القائمة جاء بناء على طلب تلقاه من المجلس الأعلى للإعلام، والذي أبدى خلاله رغبته في ترشيح الأزهر لبعض علمائه المؤهلين للإفتاء الذين يمكن الاستعانة بهم في مجال الإفتاء من خلال وسائل الإعلام ممن لديهم الوقت للظهور في البرامج والقنوات.
وأوضح الأزهر في بيان له، حول قائمة الـ50 عالما، أن هذه القائمة خاصة فقط بمن يمكنهم الظهور للإفتاء في وسائل الإعلام وليس الشأن الديني بمجمله، وهي ليست حظرا أو منعا لأحد من العلماء الثقات، لكنها تضم بعضا ممن يرى الأزهر أنهم مؤهلون علميا للتصدي للفتوى إعلاميا.
وأكد الأزهر الشريف، أن هذه القائمة لا تمثل انتقاصا من علم أو قيمة أحد، ممن لم تشملهم القائمة؛ فعلماء الأزهر القادرون على الفتوى والتحدث في شؤون الدين عامة كثر، كما أن كثيرا من علماء الأزهر لديهم مهام علمية وبحثية ووظيفية قد لا تمكنهم من الظهور المتكرر في وسائل الإعلام، إضافة إلى أن هناك من يعتني بأمور الدين العامة أكثر من الإفتاء للناس في أمور دينهم ودنياهم.
وشدد الأزهر على أن قرار المجلس الأعلى للإعلام يعد خطوة على الطريق الصحيح لوضع حد لفوضى الفتاوى وإرباك الناس بالفتاوى الشاذة التي يعلم الجميع مدى خطورتها على المجتمع، وقد تلحق بهذه القائمة قوائم أخرى ممن لديهم استعداد للمشاركة في هذا النشاط عبر وسائل الإعلام، ويمكن للراغبين في المشاركة في هذا النشاط التواصل مع مشيخة الأزهر للتنسيق في هذا الشأن.
وأعلن الأزهر الشريف عن أنه أصبح من الواجب التفريق بين من يتحدث في الشأن الديني على اتساع فروعه ومعارفه، وبين من هو مؤهل للإفتاء للناس في أمور دينهم ودنياهم، مستغربا من أولئك الذين ينتقدون فوضى الفتاوى وظهور الفتاوى الشاذة، ثم ينتقدون أيضا محاولة ضبط الأمر ووضعه في نصابه الصحيح.
ومن ناحيتها، قالت وزارة الأوقاف إنها قدمت للمجلس الأعلى للإعلام قائمتين تضمان عددا من علماء الوزارة من الأئمة والدعاة، وأعضاء المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، فيما تتبع القائمتين قائمة ثالثة تكميلية لمن يحق لهم الظهور عبر وسائل الإعلام.
وقال الشيخ جابر طايع وكيل أول وزارة الأوقاف، ردا على تقديم الأوقاف لقائمة مستقلة عن الأزهر، إن وزارة الأوقاف وزارة مستقلة، ولها مواردها وإدارتها المستقلة، وقائمة الأزهر لم تتضمن أحدا من أبناء الأوقاف، نافيا أن يكون الأزهر قد طلب من الأوقاف مشاركتها في القائمة، نافيا وجود أي صراع ناشئ بين الأوقاف والأزهر،.
وأوضح طايع أن الأزهر الشريف، لم يقم بالتنسيق مع وزارة الأوقاف، واستثنى دعاة وزارة الأوقاف من القائمة، ولم يرد حتى اسم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بالقائمة، وهو أحد أبناء جامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، مشيرا إلى أن إعداد الوزارة لقوائم تضم عشرات العلماء والدعاة هو من قبيل الثراء الفكري في الشأن الديني.
فيما اعترض عدد من العلماء على خلو القائمة التي أعدها الأزهر الشريف للعلماء الذين يحق لهم الظهور إعلاميا عبر وسائل الإعلام، وكان من أبرز المعترضين الدكتور سعد الدين الهلالي، والدكتور احمد كريمة، والدكتورة سعاد صالح، والدكتورة آمنة نصير.
واعتبرت الدكتورة سعاد صالح، رئيس قسم الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أن قائمة الأزهر التي أعدها لمن لهم حق الفتوى عبر وسائل الإعلام افتقدت لمعايير الاختيار النزيه، متسائلة ما هي معايير التميز بين رجال الدين الذين اختارهم الأزهر في قائمته؟.
وطالبت صالح بمراجعة القائمة وضم كافة العلماء الأزهريين الذين تتوافق معايير اختيارهم للتصدر إعلاميا من اجل الفتوى والحديث في الشأن الديني.
اقرأ أيضا
مرصد الأزهر: إسبانيا تعترف بأن الإرهاب ليس من الإسلام
رئيس برلمان المجر: جهود الأزهر نزعت الغطاء الديني عن ممارسات الإرهاب